كيمياء الكم
أولا:الكيمياء مصطلح معروف لدينا نحن والعالم على الأغلب,وهو أحد فروع العلوم الطبيعية ولكن الكم وهو محور الحديث تعني هذه الكلمة بحد ذاتها السؤال عن العدد,ولكن عند السؤال عن كيمياء الكم فيقصد هنا العلم الذي يعتمد على الاحتمالات لوصف مواقع الجسيمات وخواصها الأخرى بعبارة أخرى يسمح بحساب احتمالية أن يكون جسيم ما في مكان محدد عند وقت معطى ويسمح هذا العلم بفهم كيفية اتحاد الذرات مع بعضها البعض لتكوين الجزيئات وكيف تحدد الذرات أو الجزيئات خواص المواد التي تشكلها وكيف تتفاعل الجسيمات أو الذرات مع بعضها البعض ليس المقصود هنا التفاعل الكيميائي ولكن القوى مثل (قوى فاندرفالد) .
ثانيا:سبب التسمية يرجع إلى الأعداد الكمية التي هي عبارة عن أعداد تظهر كنتيجة رياضية منطقية تحدد أحجام وأشكال المجالات الالكترونية والتي تقسم كما يلي (1)العدد الكمي الرئيسي (2)العدد الكمي المجالي الثانوي(3)العدد الكمي الاتجاهي(المغناطيسي) (4)العدد الكمي المغزلي(الدوراني). ولكل منها تعريف وأهمية ورمز وطاقة ويخصص للعدد الكمي المجالي الثانوي أشكال بحسب العدد الكمي المجالي .
ثالثا: ((التاريخ وما أدى إلى نشأة كيمياء الكم))
مضى ما يزيد عن سبع سنين على نظرية بور (أو نظرية الكم القديمة كما تسمّى أيضاً) وهي لا تزال في بداية العقد الثاني من القرن العشرين تراوح مكانها دون تقدّمٍ ملموس يتماشى مع إنجازات الفيزياء من الناحية التجريبية. كان هذا الأمر ممّا أرّق العالم الشاب هايزنبرج (22 سنة) والذي اعتقد أنّه قد آن الأوان لنقلة نوعيّة وتغيير جذري في نمط التفكير. كان هايزنبرج يرى أنّ المشكلة الحقيقية في نظريّة بور هي تلك المسارات التي نفرض أنّ الإلكترون يدور فيها، فهي ممّا لا يمكن للباحثين التأكّد منه تجريبيّاً، وبدلاً من الاعتماد على مثل هذه الفرضيات "التقليدية" اقترح هايزنبرج الاهتمام أكثر بما يمكن أن يقاس بالتجربة. عكف هايزنبرج على وضع الأسس الرياضية لفكرته، وبالفعل قام بتقديمها، قبل ذهابه في رحلة علميّة طويلة في العام 1923، مكتوبةً لرئيسه في العمل ماكس بورن (Max Born) الذي وضعها في الإطار الرياضي الصحيح وقام بنشرها مباشرة. كانت تلك أوّل مرّة يظهر فيها مصطلح ميكانيكا الكمّ (Quantum mechanics).
لم تَلْقَ ميكانيكا الكمّ حماساً لدى الفيزيائيين، فقد كانت مغرقةً في التجريد لا يكاد المتعامل معها يستطيع أن يتخيّل بها أيّ شيء، كانت مجرّد أرقام ومصفوفات! صحيح أنّها تعطي نتائج صحيحة ولكنّها أشبه بآلة لا يُعرف كيف تعمل، تعطيها المعطيات فتعطيك النتائج. كان الفيزيائيون –الجيل القديم منهم بالذات- بحاجة إلى أشياء ملموسة أو على الأقل قابلة للتخيّل، وكان شرود نجر (Schrödinger) أحد هؤلاء الفيزيائيين القدامى فأخذ يبحث عن مسلك أقل تجريداً وأكثر قبولاً من ميكانيكا هايزنبرج وبورن (والتي عرفت فيما بعد بميكانيكا المصفوفات Matrix mechanics لاعتمادها من الناحية الرياضية على المصفوفات)، فكان أنْ وجد شرود نجر ضالّته المنشودة في فرضية دو برولّي (De Broglie) واضعاً بذلك الأساس لما عرف فيما بعد بميكانيكا الأمواج (Wave mechanics).