8 مشاكل نفسية شائعة بين الطلاب
من المفترض أن توجه وزارة الصحة لتوفير الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية في صيدليات مراكز الصحة المدرسية في المناطق الطبية , لتوفير الجهد على الطلبة الذين يعانون من هذه الأمراض , واراحتهم من اللجوء إلى المستشفيات من أجل الحصول عليها , يعكس مدى انتشار نسبة الأمراض النفسية بين طلبة المدارس والأطفال .
ويقول الأخصائيين في تحليل نفسية الأطفال أن هناك ثماني مشاكل نفسية شائعة لدى الأطفال بمن فيهم الطلبة وهي , والاكتئاب , واضطرابات السلوك , وتعاطي المخدرات واضطرابات فرط الحركة , ونقص الانتباه , واضطرابات الذاتوية , والاضطرابات النمائية المنتشرة واضطرابات الأكل , والنمو النفس – .
الاكتئاب :
بدأ الاهتمام بمرض الاكتئاب عند الأطفال في الآونة الأخيرة , فقد كان الاعتقاد السائد هو أن الأطفال لا يعانون من الاكتئاب , وإنما من الشعور بعدم الرضا , أو الحزن , ولكن تبين أن الاضطرابات الوجداني والاكتئاب يصل إلى %2 في أطفال المدارس الابتدائية والإعدادية وتصل النسبة إلى %5 عند المراهقين وأن نسبة إصابة الذكور بالمرض أكثر من الإناث.
وأشارت الدراسات إلى أن %50 من الأطفال المصابين بالاكتئاب هم أبناء لآباء يعانون من الاكتئاب , وأن هؤلاء الأطفال عندهم زيادة غير طبيعية من إفراز هرمون النمو وهرمون الكورتيزون , وهناك أساب اجتماعية مختلفة مثل : اضطراب جو الأسرة , ووجود ضغوط على الطفل , خصوصاً الضغوط المزمنة , مثل التعرض لمرض مزمن مثلا . وتتمثل أعراض الاكتئاب في المعاناة من مزاج مكتئب , أو توتر شديد , وعدم اهتمام الطفل بالاندماج مع من حوله واضطراب النوم , ونقص الوزن وفقدان الشهية , والشعور المستمر بالوهن وصعوبة التركيز والتفكير المستمر في الموت , وعلاج الاكتئاب يتمثل في العلاج النفسي , وإقامة علاقة جيدة مع الطفل , وهي مفتاح العلاج ثم العلاج عن طريق اللعب , وعن طريق الرسم , إضافة إلى العلاج الدوائي , وارشاد الأهل إلى طبيعة المرض .
اضطرابات السلوك :
ويعرف مرض اضطرابات السلوك عند الأطفال بأنه تكرار الطفل , واصراه على نمط من التصرفات المعادية لحقوق الآخرين , أو معاكسته القانون , أو القواعد المتبعة , تصل نسبة انتشار هذه المرض من 6 إلى %16 عند الأولاد ومن 2 إلى %9 عند البنات تحت سن 18 عاماً , وعادة ما يظهر المرض عند الأولاد ابتداء من سن 8 سنوات , أما البنات فيتأخر حتى ما قبل المراهقة , وتصل نسبة انتشاره في المدارس الابتدائية من إلى %20 .
وأسباب المرض هي الأسلوب الخاطئ في المعاملة والتربية من قبل الآباء وهو أهم وأول عامل يؤدي دائماً إلى اضطراب السلوك عند الأطفال , كعامل القسوة الزائدة , أو التدليل الزائد .. كما أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي ينشأ في ظلها الطفل تجعله أحيانا أكثر عرضة للاضطراب السلوكي .. إذ يتكون لدى الأطفال الذين ينشأون في ظروف مضطربة , أو يتعرضون للإهمال دائماً شعور بالنقص , والغضب المستمر , والشعور السريع بالاحباط . ومن جهة أخرى أشارت بعض الدراسات إلى أن نقص مادة نورادينالين أو اضطراب وظيفتها يكون دائماً مصاحباً لمرض اضطراب السلوك .. كما أن زيادة نسبة مادة السيريتونين بالدم ونقص مادة 5HIAA بالسائل النخاعي يجعل هؤلاء الأطفال أكثر عدوانية .
ووجد أن الطفل الذي يتعرض للقسوة المستمرة أو العدوانية لابد أن يقابلها باضطراب في السلوك . وأعراض المرض تتمثل في أن يكون الطفل عدوانياً مع من حوله , مثل تهديده للآخرين , واستعمال أسلحة خطرة تؤدي إلى أذية الآخرين ويسرق بالإكراه ويسعد بإشعال حرائق .
لا يوجد علاج شاف لمثل هؤلاء الأطفال ولكن العلاج الفردي وفهم العوامل التي جعلت الطفل يقوم بهذه التصرفات مع العلاج الأسري وإرشاد المدرسة , وتوضيح حالة الطفل , ووضع خطة للتصرف معه داخل المدرسة يمكن أن يؤدي إلى تحسين الحالة .
تعاطي المخدرات :
هذه الظاهرة زحفت وتفاقمت في مجتمع الشباب , وربما الأطفال . وبينت الدراسات أن المراهقين يبدأون في استخدام العقاقير المخدرة بقصد الاطلاع أو الاستطلاع , وحب المغامرة تحت تأثير رأي أقرانهم , أو لتحسين حالتهم المزاجية , للاعتقاد بأن هذه العقاقير تساعد على الاستذكار , أو الشعور بالإحباط والاكتئاب , فيبحث المراهق عن شعور أفضل بالسعادة .
اضطرابات فرط الحركة :
إن هذا المرض يتصف عند الأطفال بضعف القدرة على التركيز وانجذاب الطفل لأي مثير خارجي حوله ملهياً عن المثير السابق في فترة لا تتجاوز الثواني يصاحب هذا فرط في الحركة ونشاط زائد , ويكون الطفل مندفعاً , ومتسرعاً , إلى درجة مرضية .
وينتشر هذا المرض بين الأطفال في مختلف الطبقات الاجتماعية ومعدل انتشاره من 5 إلى %20 لدى أطفال المدارس الابتدائية ونسبة انتشاره لدى الذكور 3 أمثال انتشاره لدى الإناث .
وأوضحت بعض الدراسات أن من أسباب ظهور مرض فرط الحركة هو تعرض الأطفال لإصابات الدماغ , الرضوض , وهزات المخ البسيطة في سن مبكرة أو بعض الالتهابات بالمخ , أو التسمم , وخصوصاً بالرصاص الذي يكثر في الأغذية المحفوظة . وقد أظهرت الأشعة المقطعية باستخدام النظائر المشعة والتي أجريت على عدد من الحالات أن الفص الأمامي به قصور بالدورة الدموية والتمثيل الغذائي , وتفسير ذلك هو أن القصور يجعل عملية التثبيط ( وهي من وظائف الفص الأمامي ) غير سليمة , ولهذا يحدث عدم التثبيط وتظهر أعراض مرض فرط الحركة .. ومن الأسباب الأخرى وجود خلل في الموصلات العصبية المسؤولة عن مرض فرط الحركة وأهمها مجموعة الادرينالين ومجموعة الدوبامين . وذكر أن المخ تمر به مراحل نمو سريعة في سن 3 إلى 10 أشهر ومن 2 إلى 4 سنوات ومن 10 إلى 12 سنة ووجدت بعض الدراسات من خلال رسم المخ للأطفال المصابين بفرط الحركة أنهم يعانون من تأخر نمو المخ خلال هذه الفترات .
ومن الأسباب الأخرى لهذا المرض الاضطرابات الأسرية وحرمان الطفل عاطفياً خصوصاً الذين يعيشون في الملاجئ , المؤسسات كما أن تعرض الطفل لأعباء , أو ضغوط جديدة مثل دخول المدرسة قد يؤدي إلى ظهور المرض . وتتمثل أعراض المرض في نقص الانتباه , وفرط الحركة , والاندفاعية , ويتمثل العلاج في إعطاء المريض مضادات الاكتئاب ثم العلاج السلوكي , والعلاج عن طريق اللعب , العلاج المعرفي السلوكي للمراهقين .
اضطرابات التوحد :
التوحد اضطراب يكون فيه الطفل مفتقراً إلى القدرة على التواصل والاندماج مع من حوله , يصاحبه قصور شديد في استخدام وفهم اللغة .. وعادة يولد الطفل طبيعياً , ثم تبدأ أعراض المرض عند سن الثالثة , فيبدأ الطفل في الانعزال , التوحد مع نفسه , ويفقد الحصيلة اللغوية التي كان قد اكتسبها من قبل تدريجياً حتى تختفي تماماً , ونسبة انتشار المرض من 2 إلى %5 في كل 10 آلاف طفل تحت سن 12 سنة , وثلثا هؤلاء يعانون من درجة من درجات التخلف العقلي , ونسبة إصابة الذكور للإناث هي 5 إلى 3 . ووجد الأطباء أن التوحديين يعانون من إصابات أخرى في الجهاز العصبي مثل مرض روبيللا , وتيوبرس سكليروس , أو اضطرابات التمثيل الغذائي , مثل الفينيل كتنوريا , كما وجد أن %32 منهم مصابون بنوبات صرع كبرى , و %83 لديهم أشكال متعددة من الاضطرابات برسم المخ .. وتوجد علاقة قوية بين ظهور مرض التوحد والتعامل الوراثي , وهناك بعض الأدلة على وجود عدم توافق مناعي بين خلايا الجنين وجسم الأم حيث يحدث هجوم من الخلايا المناعية للأم للجهاز العصبي للجنين , فيتأثر أثناء الحمل .. كما وجد أن ثلث مرضى الاوتيزم يعانون من ارتفاع نسبة السيروتينين بالدم وزيادة نسبة HIAA-5 في السائل النخاعي وكلما زادت هذه النسبة زادت حدة الأعراض عند الأطفال وتتمثل أعراض المرض في قصور في التواصل الاجتماعي واضطراب في فهم واستعمال اللغة وتكرارية الحركات وتقلب المزاج وردود فعل غير متوقعة .
اضطرابات الأكل :
ومن الأمراض النفسية الشائعة بين الأطفال اضطرابات الأكل حيث يعتبر تناول الطفل للطعام والتمتع به من الدلائل التي تشير إلى الصحة الجسمية والنفسية. وأشكال اضطرابات الأكل هي : فقدان الشهية العصابي , وينتشر هذا المرض لدى الإناث أكثر من الذكور وتصل النسبة إلى %95 لدى الإناث تقريباً وتبدأ هذه الحالة قبل عمر 10 سنوات .. وتصل نسبة انتشارها من 0.6 إلى 1.6 في المائة ألف في المجتمع و %1 من الإناث مصابات في سن المدارس الثانوية وتتمثل أعراض المرض في الخوف الشديد من السمنة ونقص الوزن الملحوظ .. ووجد %66.6 من أخوات الفتيات المصابات باضطرابات فقدان الشهية مصابات أيضاً كما أثبتت الأبحاث أن هنالك خللاَ ما في تحت المهاد – الغدة النخامية – الغدة المسؤولة عن الهرمونات الجنسية إضافة إلى الإفراط في الآكل وفساد الشهية وذلك بأكل مواد غير صالحة . ومن الأسباب الأخرى الاضطراب الاجتراري , وهو استرجاع المواد الغذائية من المعدة إلى الفم ثم تحريكها في الفم ثانية , ومضغها , وبلعها مرة ثانية .. وتصيب ندرة الأطفال وتؤدي إلى ارتفاع مستوى الهزال وفقدان الوزن ويظهر المرض خلال السنة الأولى من العمر و %25 من هؤلاء الأطفال يتوفون نتيجة المرض والباقي يتوقع تحسنهم دون تدخل طبي وعادة ما يكون هذا المرض مصاحباً للأطفال الذين يعانون من التخلف العقلي .