الماس عبر الزمان رمز الحب الدائم
كان الماس ومنذ انتشاره الحجر الكريم الأكثر تفرداً وروعة على مر العصور. فما هى الأسرار وراء تكونه فى باطن الأرض وارتفاع ثمنه وديمومته ورمزه إلى الحب الخالد ؟ وما هى الأسباب والظروف التاريخية وراء مسيرته المتألقة والخالدة ؟
قبل 900 مليون عام، ونتيجة للحرارة المرتفعة والضغط الكبير فى باطن الأرض، تشكل خام الماس الذى ما لبث أن شق طريقه إلى سطح الكرة الأرضية بفعل البراكين الثائرة. وبعد أن بردت الصهارة (الماغما) التى خلفتها تلك البراكين تحولت إلى كتل زرقاء صلبة يمكن القول بأنها المصدر الرئيسى للماس حتى يومنا هذا. ويعتبر الماس من أكثر الأجسام صلابة على وجه الأرض ويحتل المرتبة العاشرة فى سلم " موز " لقياس صلابة المعادن. إلا أن متانة هذا الحجر النفيس ليست الصفة الوحيدة التى تجذب الناس إليه.
خاتم الماس لإعلان الخطوبة أو الزواج
ليس هناك أجمل من خاتم ماسى يزين يد المرأة كى تعلن للعالم أن هناك رجلاً فاز بقلبها وحبها إلى الأبد، فقد أصبح الماس بالنسبة للمرأة والرجل جزءاً من عادات الزواج، فهو لا يرمز للحب وللعلاقة العاطفية بين الطرفين فحسب، بل صار مع مرور الزمن رمزاً لخلود هذا الحب وأبديته. وقد بقى خاتم الخطوبة ذو الحجر الماسى شهيراً فى مختلف المجتمعات. لكن ما يفوقه شهرة هى الخواتم الماسية ذات الحجر الأكبر تحيط به أحجار أخرى بأشكال دائرية أو مستطيلة. وقد انتشر الخاتم الماسى ثلاثى الأحجار فى هذه الألفية بشكل واسع تزينه ثلاثة أحجار لها شكل واحد مرصعة على إطار دائرى صغير. ومن الأمثلة على انتشار الخاتم ثلاثى الأحجار خاتم الخطوبة الذى حصلت عليه صوفى ويسيكس من زوجها الأمير ادوارد أصغر أبناء الملكة إليزابيث الثانية، والذى يحمل فى وسطه حجراً دائرى الشكل رائع التصميم ومن حوله ماستان بديعتان على شكل القلب. ومن المجوهرات الماسية التى أشتهرت أيضا، الخاتم الماسى ذو الحجر الكبير تليه سلسلة من الماسات المرصعة على إطار مستدير. ولطالما عشقت العروس حبات الماس البراقة لتتزين بها فى حفل زفافها. ولا شك أنها مغرمة أكثر بعقد أنيق يتدلى منه الماس ويأسر الأنظار. وقد عهد الأزواج فى أوروبا وامريكا توثيق رابطة الزواج بخاتم من الماس. أما فى بلدان الشرق الأوسط، فإن العروس لا تظهر إلا بطقم كامل من الماس لأنه يبقى الرمز الأكبر للفخامة والوجاهة الاجتماعية، كذلك للاحتفاء بليلة العمر وتقديساً للرابطة الزوجية وللمستقبل الذى سيتقاسمه الزوجان، لأن زواجهما مثل الماس سوف يدوم إلى الأبد.
رموز الماس: سحر وأناقة ورومانسية
عندما يتقدم الخاطب إلى خطيبته بأرق الكلمات ويقول لها بهذا الخاتم الماسى تصبحين زوجتى... فلا عجب من ذلك لأن للماس مدلولات كثيرة ومتنوعة، وتختلف من أمة لأخرى وذلك حسب مفاهيم تلك الأمم وتراثها. وصفات الماس ما لبثت ان تحولت إلى أساطير دائمة تختلف رواياتها وحكاياتها. ففى الهند تقول الأساطير إن قوة الماس تنبع من شكله المثمن الذى ينثر الضوء، مشكلاً قوس قزح من الألوان على عكس الأحجار الأخرى، وقد أصبح الماس رمزاً للقوة والنفوذ فيما كان الناس يظنون أنه قادر على قهر العديد من الأخطار كالافاعى والنار والسم والمرض والفيضانات والأرواح الشريرة. أما الإغريق فقد كانوا يعتقدون بان الماس هو دموع الألهة وأن النار الكامنة فيه تعكس لهيب الحب. وقد كانوا يبحثون عن الماس لما يتمتع به من متانة وصلابة ومن هنا جاءت كلمة " أداماس " فى الإغريقية القديمة والتى تعنى " المنتصر " ومع مرور الزمن أصبح الماس رمزاً لرباط الحب الوثيق. وكذلك اسبغ الرومان على الماس قوة الرومانسية معتقدين بأنه قطع من نجوم هوت إلى الأرض. وقد ظل الماس فى العصور الوسطى رمزاً للرومانسية عند الانسان ليصبح فيما بعد أجمل تعبير عن الحب والارتباط. وعادة ارتداء خاتم الخطوبة الماسى فى الأصبع الرابع من اليد اليسرى تنسب إلى المصريين القدماء، حيث كانوا يعتقدون بان شريان الحب يخرج من هذا الأصبع لينتهى فى القلب.
الماس جوهرة العصر الفريدة..
وعلى الرغم من ان الماس لم يعد رمزاً للقوة الخارقة كما كان الناس يعتقدون فى الماضى، إلا أنه بقى رمزاً للحب الخالد، فقد استطاع هذا الحجر الكريم البراق ان يجذب أنظار الرجال والنساء حول العالم حتى يومنا هذا. وما زالت عادة إهداء خاتم ماسى إلى الخطيبة واحدة من أعرق التقاليد وأوسعها انتشاراً فى سائر أنحاء العالم فالماس هو تلك الهدية التى تعبر عن مشاعر الحب، وهو رمز للرومانسية وأصالة التقاليد على مر العصور.