* مـنـتـديــات هــمــس الكـيـمـيــاء *
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات همس الكيمياء , نتشرف بتسجيلك في منتدانا الرائع والحافل بالمعلومات القيمة
* مـنـتـديــات هــمــس الكـيـمـيــاء *
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات همس الكيمياء , نتشرف بتسجيلك في منتدانا الرائع والحافل بالمعلومات القيمة
* مـنـتـديــات هــمــس الكـيـمـيــاء *
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* مـنـتـديــات هــمــس الكـيـمـيــاء *

يهـتـم بـالعـالـم الخـاص للكـيـمـيـاء
 
الرئيسيةالتلوث الإشعاعي النووي في لبنان والعـــــــــــراق... Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التلوث الإشعاعي النووي في لبنان والعـــــــــــراق...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دادي حياتي
مساعد مدير
مساعد مدير
دادي حياتي


عدد المساهمات : 473
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
العمر : 31
الموقع : خلف الشاشة

التلوث الإشعاعي النووي في لبنان والعـــــــــــراق... Empty
مُساهمةموضوع: التلوث الإشعاعي النووي في لبنان والعـــــــــــراق...   التلوث الإشعاعي النووي في لبنان والعـــــــــــراق... Emptyالإثنين فبراير 08, 2010 10:58 am

التلوث الإشعاعي النووي في لبنان والعراق
للكيميائي السوري أحمد الحمود الجابر
كلية العلوم بالرقة - قسم الكيمياء
مقدمة:
يقوم الإنسان بتغيير التركيبة الطبيعية للعناصر المكونة للبيئة نتيجة لاستخداماته المتعددة مما يؤدي إلى إفساده لخصائصها الأساسية ويمكن أن يسبب آثاراً مؤذية للإنسان أو للأحياء الأخرى.
إن عوامل اختلال التوازن في الأنظمة البيئية هو وجود الملوثات والتي زادت مع ازدياد دخل الأفراد وما يستهلكونه من الموارد الطبيعية لتشغيل المصانع وخطوط إنتاجها فضلا عن سباق التسلح النووي وأصبح اعتمادهم على تلك المنتوجات لتغطية احتياجاتهم اليومية مما دفع المصانع لتوفير هذه الاحتياجات من أجل الكسب المادي دون التركيز على الآثار السلبية التي قد تحدث للبيئة والتي تتمثل في ظهور عدد من المواد الجديدة في وسط من أوساط البيئة (الماء - الهواء - التربة) والتي تسبب زيادة نسبتها عن المعتاد إلى الضرر للكائنات الحية واختلال التوازن البيئي.




ومن أنواع التلوث الذي أحدثه النشاط البشري تلوث المياه تلوث الهواء تلوث التربة و التلوث الكيميائي وذلك لأسباب عديدة منها النشاط الصناعي أدخنة المصانع و السيارات الأسمدة الكيميائية مخلفات المصانع و المنازل السائلة التي تنتهي في الأنهار و البحار و البحيرات .

ولكن من أخطر الملوثات التي عرفها كوكبنا حديثا منذ بدايات القرن العشرين هي الملوثات الإشعاعية التي شكلت وما تزال تشكل خطرا على الهواء والمياه و التربة وتعدتها إلى الإنسان و الحيوان و النبات.


-1-


*ما هو الإشعاع و ما هو التلوث الإشعاعي؟
ينتشر الإشعاع في الطبيعة نتيجة لمساهمة النظائر المشعة في بناء المادة المحيطة بنا, هذا بالإضافة إلى الإشعاعات التي تفد إلينا من الفضاء الخارجي.
فما هي هذه النظائر المشعة ومن أين أتت…؟
I- إنها ظاهرة النشاط الإشعاعي ....
كانت هذه الظاهرة وما ينتج عنها من إشعاعات موجودةً في الطبيعة قبل وجود الحياة على وجه الأرض بزمن طويل, بل ويعتقد أن الإشعاع كان أحد نواتج الانفجار الأعظم الذي صاحب خلق الله للكون منذ حوالي عشرين ألف مليون عام.
اكتشف ظاهرة النشاط الإشعاعي العالم الفرنسي هنري بكرل عام 1896 ثم تلته العالمة البولونية ماري كوري التي تابعت العمل في هذا الطريق ،وهي التي اشتقت التعبير " النشاط الإشعاعي Radio Activity " للدلالة على مقدرة نوى بعض الذرات على التحول التلقائي إلى نوى أخرى, يرافق هذه العملية صدور أشعة عُرِفت وحُدِدت فيما بعد .
إن اكتشاف هذه الظاهرة أكد وجود أكثر من حالة فيزيائية ( نووية ) لكل عنصر من العناصر سميت هذه الحالات " النظائر" .
والنظائر لعنصر واحد تحتل المكان نفسه في الجدول الدوري، فمثلاً للهيدروجين ثلاثة نظائر هي: التريتيوم والدوتيرريوم والهيدروجين تقع في الخانة الأولى من الجدول الدوري, وللأكسجين سبعة.





-2-



تختلف نظائر العنصر الواحد في خواصها النووية على الرغم من تطابق خواصها الكيميائية. من هنا جاء اهتمام علم الفيزياء النووية بالنظائر فيما يقابل اهتمام علم الكيمياء بالعناصر.
* النواة هي ذلك الجزء الصغير من الذرة الذي يشغل حيزاً ( غالباً شكله كروي تقريباً ) أصغر من الجزء الذي تشغله الذرة بعشرة آلاف مرة, وتتألف من جسيمات صغيرة يطلق عليها " النيكلونات " وهي على نوعين, نوع يحمل شحنة كهربائية تدعى البروتونات وعددها يساوي عدد إلكترونات الذرة ويكتب دليل سفلي إلى أسفل يسار الرمز الكيميائي, والثاني غير مشحون - فهي إذن معتدلة كهربائياً - وتدعى النيترونات, يضاف عددها إلى عدد البروتونات ليشكلا معاً العدد الكتلي ويكتب دليل علوي إلى أعلى يسار الرمز الكيميائي, وذلك للدلالة على النظير ,وقد يكتب بجوار اسم النظير, فنقول الهيدروجين 1 و الهيدروجين 2 والهيدروجين 3 , للدلالة على أي من نظائر الهيدروجين.

تصنف النظائر عامة تحت عنوانين اثنين :
الأول : " نظائر مستقرة " وهي لا تتغير أبداً وتشكل غالبية العناصر الموجودة في الطبيعة وتكون نسبتها إلى بعضها من أجل عنصر محدد ثابتة .
الثاني : " غير مستقرة أو مشعة " وهي أقل وفرة في الطبيعة من النظائر المستقرة, ويرجع سبب عدم استقرارها لوجود طاقة زائدة داخل نوى ذراتها ما يجعلها تسعى دائماً وبشكل تلقائي للتخلص من هذه الطاقة، وعندما تطلقها أو تطلق جزءاً منها نقول أنها تفككت أو اضمحلت، وبالنتيجة تنتقل نواة الذرة من حالة إلى حالة أخرى إذا أصدرت أشعة غاما أو أنها تتحول إلى نظير آخر إذا أطلقت أشعة ألفا أو أشعة بيتا .
ولقد اكتسبت بعض هذه النظائر شهرة فائقة للاستفادة منها في مجال الصناعة للحصول على الطاقة الكهربائية مثل اليورانيوم.
للدلالة عن الزمن اللازم لإنجاز هذا التحول أدخل مفهومي العمر الوسطي τ وعمر النصف .


-3-



أما الإشعاعات الناتجة وهي أشعة ألفا أو بيتا أو غاما فلكل منها خواصها الفيزيائية المحددة
أشعة ألفا : وهي نوى ذرات الهليوم أي أنها موجبة , تمتلك قدرة فائقة على تأيين ذرات أخرى, لكنها ضعيفة يمكن حجبها بقطعة من الورق المقوى أو برقيقة من الألمنيوم سمكها 0.06 ملم .
أشعة بيتا : وهي على نوعين سالبة ( إلكترونات ) وموجبة ( بوزترونات ) أقل مقدرة على التأيين لكنها أقدر على اختراق الأجسام فنحن بحاجة إلى رقيقة من الألمنيوم سمكها 3 ملم لحجبها .
أشعة غاما : تمتاز بقدرتها على اختراق الأجسام ولحجبها نحتاج صفيحة من الحديد سمكها 30سم.
وهكذا فإن مقدرة المواد على إضعاف الأشعة أو حجبها مختلف, وهذا ما يوضحه الشكل ( 1 ).
تقاس الشدة الإشعاعية ( عدد النوى المتفككة خلال وحدة الزمن ) لعينة مشعة ما فتقاس بوحدة
تدعى " الكوري ".

الشكل ( 1 ) : نرى فيه تمثيلاً بيانياً يوضح اختلاف سمك الصفيحة المستخدمة لإضعاف أشعة غاما طاقتها MeV1.25 إلى عشر قيمتها الأصلية باختلاف المعدن.



عندما تصطدم هذه الأشعة – أياً كان نوعها– بطاقة مناسبة بالمادة فإنها تتفاعل معها محدثة تغيرات فيها. تبدأَُ هذه التغيرات من رفع درجة حرارة الجسم وتنتهي بتغيير تركيب نوى بعض ذراته, يطلق على هذه العملية التأثير المتبادل بين الإشعاعات والمادة.
يتراوح عمر النصف لليورانيوم 238( سنة ) ( 14 مليار عام ) ويصل إلى ( سنة) للنظير 204 للرصاص .
وهكذا نجد أنه يوجد في الطبيعة نظائر عمر النصف لها أطول من العمر الافتراضي للأرض الذي يقدر بحوالي ( عام ) (مائة مليون عام ) أهمها اليورانيوم ( ) والثوريوم ( ) والأكتينيوم ( الأكتينيويورانيوم ) ( ) .

-4-

يتفكك كل من هذه النظائر متحولاً إلى آخر نشط – ينتج عن كل تحول أشعة ألفا أو أشعة بيتا السالبة - وهكذا إلى أن نصل في النهاية إلى نظير مستقر هو أحد نظائر الرصاص. قد يصل عدد هذه النظائر الناتجة عن تفكك نظير محدد إلى خمس عشر نظيراً فتشكل معاً ما يسمى " سلسلة إشعاعية " (أسرة إشعاعية) يكون النظير الأول هو الجد الأكبر في السلسلة .
- التريتيوم ( ) ( ) زادت نسبته بعد عام 1952 بسبب التفجيرات التي صاحبت اختبار الأسلحة النووية .
يتواجد اليورانيوم في الطبيعة بتراكيب كيميائية مختلفة وفي مواقع جيولوجية متنوعة, ويتواجد الثوريوم في رسوبيات المونازيت.
تذوب بعض هذه المركبات الكيميائية في الظروف الطبيعية بالماء فتنتقل من فلذاتها وتسير مع الماء إلى الأنهار لتصب في البحار والمحيطات مما يؤدي إلى ارتفاع
نسبة الإشعاع على طول مجرى النهر وعند المصب ، وذلك بسبب تفاعل الأشعة
الناتجة عن التفكك مع نوى ذرات النظائر المستقرة التي تصادفها وتتفاعل معها
تشكل الأشعة بشقيها الأرضية والكونية " الخلقية الإشعاعية" التي تعبر عن مستوى ( معدل)الإشعاع في الطبيعة ، وهو يختلف باختلاف المنطقة والموقع والزمن.
محولة إياها إلى نظائر نشطة تساهم في زيادة نسبة الإشعاع في الطبيعة في تلك المناطق.
II - الأشعة الكونية :
وهي الأشعة التي تفد إلينا من الفضاء الخارجي ومصدرها المجرات والشمس، وتقسم إلى ثلاثة أنواع:
– الأشعة الكونية الأولية– الأشعة الكونية الثانوية - الأشعة الشمسية

إذاً ما هو اليورانيوم؟
اليورانيوم هو أشهر مادة في التاريخ النووي.اكتشفها الكيميائي الألماني مارتن كلابروث سنة 1789 وسمَّاها على كوكب أورانوس.لكنه ظل لقرون مجرد مادة غريبة تثير الفضول.فقد استحق منصب أثقل مادة طبيعية معروفة على هذه الأرض.فإذا كان سنتيمتر مكعب واحد من الرصاص المعروف بثقله يزن 11.3 جرام، وزن سنتيمتر مكعب واحد من اليورانيوم 18.7 جرام، أي مرة ونصف وزن الرصاص تقريباً.


-5-

كما أن بعض مكوناته الكيميائية تتلألأ حينما يسقط عليها الضوء، أما غاز أحد مركباته (هيكسا فلوريد يورانيوم) فهو أثقل من الهواء بـ20 مرة!!مع كل هذه الغرابة (وثقل الدم!) لم يجد له أحد أي فائدة سوى صبغ بعض المصنوعات الزجاجية بلون أصفر الكناري الجميل.إذ أنه يعطي هذا اللون حينما يخلط مسحوقه بعجينة الزجاج الساخنة قبل تشكيلها.بعض هذه الأواني لازالت تحتفظ بها بعض المتاحف العالمية بشكل خاص جداً.فما لم يكن يعرفه صُنَّاعها (ولا حتى مستعمليها) أن صبغتها الصفراء الجميلة كانت تشع أشعة ذرية مميتة!!!!........
فلز اليورانيوم الطبيعي
يعتبر اليورانيوم من أهم العناصر المشعة طبيعياً، وهو مما له مصادر طبيعية في القشرة الأرضية، ويقع في خمسة نظائر طبيعية هي الأولى في سلاسل الإشعاع الطبيعي والتي تنتهي بالرصاص (pb) عند استقرارها بنفاذ الإشعاع منها.
أهم نظائر اليورانيوم كما قلنا هو النظير (238)، والنظير الثاني والمهم جداً هو النظير (235)، وهذه الأرقام التي سميت بها نظائر اليورانيوم هي أعداد كتل نواتهما.
يستخدم الأول في البحوث والدراسات والتشخيص وفي العلاج الكيماوي وأهم استعمالاته في تحسين الزراعة والمتابعة التجريبية.
أما الثاني (235) فيستخدم في المفاعلات النووية لاستغلال طاقته سلمياً، وتصنيع القنبلة الذرية والهيدروجينية (الاندماجية والانشطارية).
أما الاستنزاف والتنضيب لليورانيوم المخصب (235) فيحصل عن طريق استخدامه كوقود نووي في المفاعلات النووية، حيث محطات الطاقة، أو في تشغيل بعض الغواصات العملاقة وحاملات الطائرات.. الخ.
إذ تتم السيطرة على إشعاعه بعد تخصيبه بواسطة أجهزة المعجلات (Accelerators) من أجل الحصول على الحد المناسب من الطاقة النووية وفق نظام المفاعل النووي المعمول به.. فإذا نضب ذلك الوقود واستنزف إشعاعه إلى الحد المجدي وجب أن يتخلصوا منه كنفاية، ولكن ليس كبقية النفايات!!

-6-

اذا ماتأثير اليورانيوم المنضب و اليورانيوم المخصب على الإنسان و البيئة؟
ان اليورانيوم "المنضب" معدن ثقيل عالي السمية وهو منتوج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم. وهو مثله مثل اليورانيوم الطبيعي والمخصب، مادة سامة من الناحيتين الكيميائية والاشعاعية، ورغم تسميته بالمنضب يبقى يمتلك 60% من الطاقة الاشعاعية لليورانيوم الطبيعي.
ان اليورانيوم الموصوف بالمنضب هو احد صور اليورانيوم المتعددة. وبالتالي فهو يمتلك نفس الخصائص السمية كيميائيا واشعاعيا لليورانيوم الطبيعي الخام والمخصب. فكل من هذه الانواع قادرة على اطلاق دقائق الفا وبيتا وغاما التي تمتلك تاثير مدمر على وحدة بناء جسم الكائن الحي الخلايا حيث تهاجم هذه الدقائق وتخرب الجزء الاولي والحيوي للحياة الا وهي الشفرة الوراثية الموجودة في الكروموسومات.
يتم دخول اليورانيوم بجزئياته إلى داخل جسم الإنسان إما عن طريق تنشق غبار اليورانيوم أو عن طريق ابتلاعه. صورة رقم (3(.

صورة رقم (3): تأثير اليورانيوم على أعضاء جسم الإنسان
-بواسطة التنشق يدخل غبار اليورانيوم ( UO2, UO3, U3O8 )[8] إلى الجهاز التنفسي العلوي
ومن ثم إلى داخل الرئتين بواسطة حركة الهواء (الشهيق) حيث تتم عملية ترسبه. إلا أن جزءاً
كبيراً من الغبار المستنشق (75%) سرعان ما يعيد الزفير إخراجه. أما النسب الباقية من الغبار
-7-


المترسب (25%) بواسطة الاستنشاق فإن الجهاز المناعي الخلوي في الرئتين يقوم بالتخلص
من 60% منه بواسطة التقشع البلغمي (Bronchial Mucociliary Mechanism) فيما تقوم العقد
اللمفاوية المحيطة بالقصبة الهوائية وفي المنصف بامتصاص 30% من الغبار المشع المترسب
والذي يؤدي إلى ظهور تحولات ليفية في النسيج اللمفاوي أولاً (Tracheo bronchial lymph node fibrosis)
وفي النسيج الرئوي ثانياً (Alveolar epithelium damage of types II cells with hyperplasia, hypertrophy and metaplasia)
مما يساعد على الإصابة بسرطان الرئة وسرطانات الغدد اللمفاوية نسبة الـ10% المتبقية
تمتزج بالدم بعد اختراقها الأنسجة باتجاه الشعيرات الدموية حيث تتحول من أوكسيد اليورانيوم
إلى ملح الأورانيل (Uranyl salts) أو إلى أورينات الأمونيوم Amonium di-urinat (NH4)2U2O7
وهي الصيغ الكيميائية لأملاح اليورانيوم القابلة للذوبان في الدم[9، 11]. إختلاط هذه الأملاح
المشعة بالدم لا يظهر أي تأثير على نسبة ومعدلات الهيموغلوبين في الدم ولا على بناء وحجم
الكريات الدموية الحمراء [12]. ويودي ارتفاع نسبة تركيز اليورانيوم في الدم إلى تراكمه في
الهيكل العظمي بنسب كبيرة (الصورة رقم 4.


صورة رقم (4) توزع نسب امتصاص جسم الإنسان
لإشعاع مادة اليورانيوم الطبيعي (U238)


وبغض النظر عن شكل وصول اليورانيوم المستنفد إلى جسم الإنسان فإن الثابت حتى الآن هو تأكد

العلاقة بين سرطان العظم، سرطان الدم وسرطان الرئة وبين التعرض لغبار اليورانيوم المستنفذ.

اتسم التلوث الاشعاعي في البيئة بارتفاع نسب تلوث الهواء بالرصاص والكاربون والغازات

المتسربة الى الجو، والصادرة عن المواد الكيمياوية، وكميات من العناصر المشعة كالكاديوم



-8-



واليورانيوم المنضب او المستنفذ (DU)، والزنك الصادر عن القنابل والصواريخ التي استخدمت في الحروب

والامطار الحامضية والسوداء، والعواصف الترابية، وكثافة الدقائق العالقة، كما اتسم التلوث

الاشعاعي ، بارتفاع نسب تلوث التربة بتراكيز متباينة من نظيري الثوريوم (243)، والراديوم

(226)، والبزموث (214)، بنسب تفوق ما موجود في المناطق الطبيعية.

تتسبب نسب تلوث الهواء والتربة الاشعاعي في الاصابة بحساسيات الجهاز التنفسي، واحتقان

الرئتين، وضيق التنفس، والتليف الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية، الفشل الكلوي، والعجز الجنسي،

والتشوهات الجنينية، وانخفاض نسب الذكاء.


ولكن كيف يؤثر الاشعاع النووي على المادة الوراثية؟

أولاً: تأثير طاقة إشعاع اليورانيوم على مجالات الظل الشحني المرافق للبناء المادي لظفيرة (مكمن شيفرة الحياة) بأشرطتها وحلزونها، مما يؤدي إلى تعطيل توقيتاتها الحيوية وبالتالي تعطيل وظائف أخرى في أماكن متعددة من الجسم الإنساني، أو أن الإشعاع القادم هذا قد يضغط على العرش الظل بما يجعله يقدم وظيفة على أخرى قد حان وقتها بالنسبة لوظائف الجسم ومعاني الحياة السليمة، وهذا يؤدي إلى غرائب في مميزات الحياة. تبدو حتماً في أعراض مرضية غير معتادة، فلا يمكن تشخيصها باعتبارها من غير الثوابت المعروفة في واقعنا، كما هو الحال في ما يعاني منه الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج من الغربيين صانعي هذا السلاح ومستعمليه، إذ يعانون من أعراض مرضية تبدو في اضطرابات وظيفية حيوية لا يعرفون لها سبباً، فبعدها لا تشخيص صائب وبالتالي فلا علاج ناجع إلا المسكنات للألم، وهو ما يحصل الآن وبكثرة عند عشرات الآلاف من العراقيين ضحايا القصف في حرب الخليج الثانية، ويفترض أن تكون هناك أعداد كبيرة من الضحايا في الكويت وفي السعودية إلا أن الإعلام لم يتطرق لها أو أغفلها بإيعاز.
ثانياً: تأثير طاقة إشعاع اليورانيوم إذا كانت بمقدار أقوى من الحالة الأولى؛ حيث يخترق الإشعاع التركيب الجزيئي للحامض النووي الـ(DNA) من خلال اختراق دائم لظله الشحني وتدميره مما يؤدي إلى زيادة في تكاثر الخلايا في الأنسجة المتعرضة للإشعاع لتعويض التالف وكذا يحصل في مواقع للأعضاء المتعرضة للإشعاع، متسبباً بمرض السرطان وبكل أنواعه وحسب مكانه ومواقع إصابته، مع أسباب أخرى تتعلق بالشخص وتتوافق مع قوته وضعفه.
ثالثاً: تأثير طاقة إشعاع اليورانيوم على تصميم الـ(DNA) في مواقع المورثات الجينية على الظفيرة وفي أي مكان منها، فتغير أي واحدة أو أكثر من القواعد النتروجينية من مكانها في السلسلة أو فقدانها أو تغير تتابع تسلسلها أو دوران موقعها بسبب قوة الإشعاع المخترق لبناء الـ(DNA)، أو فقدان

-9-

حتى ذرة واحدة أو زيادتها، فإنه يؤثر في الصفة أو الصفات الوراثية المسؤولة عنها تلك المواقع والجينات المتغيرة بسبب الإشعاع، وقد يحصل ذلك بنتائج قبيحة لصور المواليد المشوهة والممسوخة.. كما تعرضه وسائل الإعلام العراقية من صور غريبة من مواليد ما بعد حرب الخليج كضحايا اليورانيوم المنضب، ولابد أنه سيبدو في قابل الوقت في يوغسلافيا وفي العراق من مواليد مشوهة، هي طوابع تذكارية حقيقية من واقع البشرية المعذبة ولمعاني سيادة العلم دون دين صادق لله سبحانه.. وإن هذه الطوابع التذكارية المؤلمة ستبقى الأرحام تطبعها وتقدمها للناس ولن يستطيع أحد أن يمحو آثارها ولأجيال كثيرة قادمة حيث أن فترة نصف عمر اليورانيوم وعناصر سلسلته المشعة حتى الرصاص، تبلغ بالنسبة للكتلة المستعملة في القذائف ملايين السنين، والله تعالى أرحم الراحمين.

بعد ما رأينا ذلك الضرر الجسيم الذي يسببه اليورانيوم بإشعاعاته التي تخترق المادة الحية و تحدث خللا في التوازن البيئي نجد ان امريكا و اسرائيل اللتين تدعيا الديمقراطية و السلام قد استخدمتا مختلف انواع الأسلحة التي تحوي على اليورانيوم المنضب وفي بعض الأحيان اليورانيوم المخصب نفسه .في كل من العراق ولبنان على مدى عشرين سنة من الحروب التي قامتا بها.
النموذج العراقي:
ذُهل الجنود العراقيون في ساحات القتال وهم يرون دباباتهم من طراز ت-72 تتحول حطاماً خلال
ثواني معدودة بعدما قامت مدفعية القوات الأميركية من طراز Abrams M1–A1 بقصفها من على
بعد كيلومتر واحد. يومها لم يكن الجيش العراقي يعرف باستخدام القوات الأميركية للقذائف المحتوية
على اليورانيوم المستنفد. يقدر وليم أركن، رئيس معهد علوم الوقاية الدولية في واشنطن أن
الطائرات الأميركية من طراز A-10 Thunderbolt قد ألقت على العراق ما مجموعه 940ألف قذيفة
من عيار 30ملم تحتوي كل منها على 300 غرام من اليورانيوم المستنفد وأن مجموع ما أطلقته
مدافع الدبابات هو أربعة آلاف قذيفة من عيار 120ملم تحتوي كل منها على كيلوغرام واحد من
اليورانيوم المستنفد. أي أن مجموع ما ألقته القوات العسكرية الأميركية على العراق في حرب
الخليج يوازي الـ300 طن من اليورانيوم المستنفد. ويقدر خبراء بريطانيون أن مجموع ما ألقي
على مدينة البصرة وحدها يتجاوز الـ45 طناً من اليورانيوم المستنفد
علامات التسمم الأولى باليورانيوم المستنفد بدأت تظهر منذ العام 1992 بعد انقشاع غبار الحرب.
أول الشاهدين على فظائع "اليورانيوم المستنفد" كان البروفسور غونترالذي عرض عليه


-10-


الأطباء العراقيون في مستشفى الأطفال في البصرة عشرات الأطفال الذين أدخلوا إلى
المستشفى بسبب تساقط الشعر وظهور حالات نزيف متكررة من الأنف وضعف جسدي عام مع
انتفاخ البطن بسبب إصابات غير معروفة سابقاً للكِلى والكبد.
وقد أدى استعمال اليورانيوم المستنفد إلى زيادة عدد مرضى السرطان في العراق بين
الأعوام 1990 و 1997 بنسبة 9 أضعاف وإلى ارتفاع عدد حالات سرطان الدم عند الأطفال في مدينة
البصرة وحدها من 80 حالة عام 1990 إلى 380 حالة عام 1997. كما سُجل ارتفاع الإصابة
بسرطانات عدة،
إذ ارتفعت نسبة الإصابة في العام 1997 بسرطان الرحم عند النساء عشرة أضعاف ما كانت عليه
عام 1990 وسرطان المبيض ستة عشر ضعفاً.



ويقول كريس باسبي الكيميائي البريطاني وأمين اللجنة الأوربية لمخاطر الإشعاع: شاهدت ما يكفي من أدلة ليقنعني بأن هناك زيادة في الإصابة بالسرطان في العراق بعد عام 1991 وإذا ما كنا نتحدث عن حرب 2003 والوضع في العراق فيها فإنه كمية أكبر من اليورانيوم استخدمت في ثلاثة أو أربعة أضعاف كمية اليورانيوم المستخدمة فنقوم بتوقعات المستقبل فإن سيكون هناك حالة وباء سرطان سينتشر في هذه البلاد كما كذلك في المناطق المجاورة لأن هذه المادة تنتشر كما أن هناك من تأثيرات أخرى صحية هو أن يصاب المرء بضرر أو إصابات وراثية بحيث إن الأطفال يولدون بها وبالتالي فإن ذلك يؤثر على الأطفال و يؤدي إلى تشوهات خلقية وكثير من الأطفال يموتون عند الولادة.
لقد كان العراق من البيئات النظيفة في العالم بالرغم من أمتلاكه مفاعل
نووي روسي صغير القدرة 2 ميجا وات ويقوم بنشاطات بحثية نووية
وبتعاون كامل مع وكالة الطاقة الذرية الدولية ولن تحدث حادثة خطيرة فقد
قامت هيئة الطاقة الذرية العراقية عام 1980 م بمسح أشعاعي شامل للعراق تؤكد على خلو التربة
العراقية من التلوث الأشعاعي .
بينما عندما أقدمت 14 طائرة أسرائيلية على قصف المفاعل تموز رقم 1 وقد كان جاهزا للتشغيل بعد

-11-


تعبئته بالوقود النووي وملئ بحيرته بالماء وحسب التقارير الأستخبراتية الغربية كانت الأصابة للقلب
المفاعل دقيقة جدا أدت الى تدميره بالكامل وتناثرت كميات كبيرة من الغبار اليورانيوم 238 و235 في
منطقة التويثة وتسرب التلوث الأشعاعي الى التربة والسلسلة الغذائية ولها آثار تشبه التلوث
باليورانيوم المنضب .
النموذج اللبناني:
تدل مؤشرات عدة على امتلاك إسرائيل لسلاح اليورانيوم المستنفد منذ مطلع الثمانينات. واحدة من
هذه المؤشرات حادثة سقوط طائرة العال الإسرائيلية من طراز بوينغ 707 في 4 اكتوبر 1992 فوق
مدينة أمستردام والتي كان على متنها شحنة من اليورانيوم المستنفد تبلغ زنتها 1500 كيلوغرام
متوجهة إلى تل أبيب.
أظهر تقرير علمي بريطاني استخدام إسرائيل لليورانيوم في عدوانها الأخير على لبنان. وكشف
تحليل عينات أخذت من الجنوب منها عينتان من التربة أخذتا من موقع معتقل الخيام ومن إحدى
الحفر التي خلفها صاروخ إسرائيلي في بلدة الطيري وجود نسب عالية من الإشعاعات الناتجة عن
اليورانيوم تفوق المعدلات الطبيعية. وأعاد تأكيد هذه النتيجة تحليل العينتين من قبل مختبرات
"هارويل" في "اوكسفورد شاير"، وهي مختبرات متخصصة في البيئة النووية وتعتمدها وزارة الدفاع
البريطانية، حيث تبين وجود تركيز عال من نظائر اليورانيوم المشع في عينة الخيام في حين خلت
عينة الطيري من أي نسب غير طبيعية
والعينتان حملهما معه إلى بريطانيا الخبير المستقل في أسلحة اليورانيوم داي ويليامس الذي زار
لبنان فالسكرتير العلمي "للجنة الأوروبية لمخاطر الإشعاعات"، الخبير البريطاني الدكتور كريس
باسبي، الذي قام بتحليل العينتين أكد في تقريره المشترك مع ويليامس، أن إحداهما (عينة الخيام)
تحتوي على نسب غير طبيعية من إشعاعات "ألفا" تدل على وجود يورانيوم مخصب.
وتتضمن العينة التي أخذت من داخل معتقل الخيام المدمر قطعة من التربة الجامدة الحمراء قذفها
انفجار قنبلة ضخمة أو صاروخ موجه عدة أمتار بعيدا عن الحفرة الضخمة التي أحدثها والتي بدا
سطحها أسود اللون.

-12-



وتبين أن نسبة نظائر اليورانيوم (238 على 235 ) بلغت 108 مما يدل على
وجود يورانيوم مخصب. فالنسب في اليورانيوم الطبيعي تبلغ 137.88 إلى 141.86 ونادرا ما نحصل
في الطبيعة على نسب مختلفة. أما في حال وجود اليورانيوم المنضب فتبلغ النسبة 450 تقريبا.
ويقول ويليامس "للسفير" "أن عينة الخيام احتوت على اليورانيوم 235 بنسبة زادت 28 في المئة عن
اليورانيوم الطبيعي في المادة السوداء التي غطت التربة أي أنه تم تخصيبه بشكل معتدل من خلال
عملية معالجة نووية. وهو يحتوي على كمية من اليورانيوم 235 تزيد أربع مرات عما يمكن أن يحتويه
اليورانيوم المنضب. وهذا التلوث لا يمكن إخفاؤه.
كما كشف الباحثان البريطانيان كريس باسبي وداي وليامز
عن وجود آثار من غبار ذري في مصفية هواء سيارة في بيروت مما
يدل على انتشار الغبار الذري على نطاق مساحات جغرافية واسعة
بعد استخدام اسرائيل لقذائف اليورانيوم.والجدير بالذكر أنه قد تم رصد
آثار الغبار الذري في قلب اوربا خلال الفترة من 21 الى 29 آذار 2003
أي خلال الحرب الامريكية على العراق بعد ان انتقل هذا الغبار
الذري عبر الرياح هذه المسافات الشاسعة وهذا يثير القلق من ناحية انتشار هذا الغبار ووصوله الى
البلاد المجاورة مما يدعونا الى العمل بجد على ايجاد الحلول الفعالة لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه
من البيئة و الانسان في منطقتنا العربية ولا حول و لا قوة الا بالله.

























-13-





المراجع :


* www.phy4all.net موقع الفيزياء للجميع.

* تقرير برنامج الامم المتحدة للبيئه لتقييم المناطق الملوثة في العراق 2005

*مجلة العلوم: الترجمة العربية لمجلة (Scientific american) تصدر عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
* Milen.M.D (Bio chemical Disorder in Human Disease) New York, Acadimic press .
* Spencer. F (Aspects of Human Biology) London. Butter Worth and Company
* الكيمياء الحيوية: الدكتور نضوح القطب وعبد الوهاب مأمون، جامعة دمشق.
* www.fekrzad.com موقع فكر زاد.
* www.assafir.com موقع جريدة السفير اللبنانية.
* www.atebba.org موقع نقابة اطباء طرابلس لبنان.

* www.llrc.org موقع الكيميائي البريطاني كريس باسبي.

* www.biochem-sy.com موقع طلاب الكيمياء الحيوية في جامعة حلب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ghaith-12.ahlamontada.com
 
التلوث الإشعاعي النووي في لبنان والعـــــــــــراق...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
* مـنـتـديــات هــمــس الكـيـمـيــاء * :: منتديـــــ؛ـ؛ARARA؛ـ؛ــــــات الكيمياء :: الكيمياء العامة-
انتقل الى: