المديرون والقاده
تناول الكثير من رجال الأعمال والكُتاب والمستشارين الفرق بين المديرين والقادة وبينوا الفرق بين الاثنين. وكثير من هؤلاء فضل القائد على المدير لأن القائد أكثر إبداعاً وأكثر فائدة للمؤسسة. ولكن النظر إلى المديرين والقادة بهذه الطريقة لا يخدمنا ولا يخدم العمل بشكل جيد.
لقد عَرفتُ مؤسسات لديها قادة كُثر وفشِلت بسبب عدم تمكنهم من إدارة الأعمال اليومية. وعرفت كذلك شركات لديها مديرين متميِّزين وفشِلت كذلك بسبب عدم تمكنهم من الإبداع وتشجيع التغيير. إذن تحتاج المؤسسات إلى المديرين والقادة معاً، وهنا أوصي المؤسسات إلى تجنب الوقوع في فخ الحداثة الداعية إلى تحويل جميع العاملين في المؤسسة إلى قادة، والابتعاد عن الفهم الخاطئ بأن الإدارة هي عبارة عن سلوك ليس إلا؛ أي أن الإدارة لا تحتاج إلى مهارات خاصة يتمتع بها المديرين بل هي مهمة سهله يستطيع معظم الناس القيام بها دون تدريب خاص.
إذا سلكت الإدارة هذا النهج الخاطئ، فإنها وبلا شك ستنتهي إلى حالة من الفوضى الإدارية وعدم التركيز على العمل التي قامت من أجله المؤسسة.
إن الناحية المُثلى هنا هي في أن تخلق المؤسسات مديرين قادرين على القيادة وقادة قادرين على الإدارة. لأن القائد الجيد هو الشخص القادر على القيادة والإدارة في آن واحد.
إذن ما هو الفرق بين القائد والمدير؟ في المؤسسات الناجحة يجب تدريب الأفراد على إدارة الأشياء وقيادة الناس. مثلاً إدارة المخزون والسلع والأمور المالية وسير العمليات والنقد ونظام البيانات وكذلك قيادة العاملين وتوجيه بصيرتهم نحو الأشياء وبناء الثقة في نفوسهم وتحفيزهم نحو النجاح. ربما نلاحظ أن المديرين الأوائل كانوا يمثلون هذا النوع من الأفراد، فكانوا مديرين ناجحين، مهرة في إدارة الأعمال المتعلقة بمؤسساتهم وقادة متميزين.
إن معظم رجال الأعمال يواجهون مشاكل من نوع ما فيما يتعلق بإدارة الناس العاملين لديهم. نرى على سبيل المثال أن أحد المديرين أو المشرفين قد ترقى وبشكل فجائي إلى رتبة تنفيذية عليا. نرى أيضاً أن أحد المقاولين قد توسع في مجال عملة لدرجة تفوق مقدرته على متابعة وإدارة أعماله. مرات عديدة نرى أن تطوير المدير ليصبح قائداً تتم بطريقة خرقاء.
لماذا إذن الفشل هنا؟ السبب في ذلك أن مجتمع العمل يتفهم الإدارة بشكل جيد ولا يتفهم القيادة في معظم الأحيان. بشكل عام يكون القائد قادراً على تحميس الناس لاتباعه. وهو عادة يسأل نفسه ما الذي يمكن أن أقوله أو أفعله لأجعل الناس يتبعونني ويفعلون ما أريد منهم أن يفعلوه. أفضل القادة هو من يتمكن من الحصول على أكبر عدد من الأتباع. عادة الناس يفعلون ما تملي عليهم عقولهم والقائد الجيد هو الذي يتمكن من فهم ما يدور في عقول الناس ويحركهم من واقع عقولهم. هنا يشعر الناس أن عقولهم في انسجام تام مع القائد، وبذلك لا يترددون في تنفيذ رغبته أو طلبه.
إذن القيادة هنا نوع من العمل السيكولوجي، فإذا استطاع القائد تطبيق طرق القيادة الحديثة فإنه يكون وبلا شك فاعلاً بشكل أكبر. إن مهارات القيادة مثلها مثل مهارات الإدارة يمكن تعلمها، لكن القائد يدرك الوضع السائد ويتمكن من تغييره. إذن تعلُم القيادة يعتمد على مواجهة الأوضاع غير المُرضية والانتقادات غير المرغوبة.
أخيرا لنضع مقارنة بين المدير والقائد:
المدير:
يترأس بعض الموظفين
يتفاعل مع التغيير
لديه أفكار جيدة
يحكم المجموعات
يحاول أن يكون بطلا
يبقي على الأوضاع على ما هي عليه
القائد:
يكسب اتباعاً
يعمل التغيير بنفسه
يطبق الأفكار
يقنع أتباعه
يصنع الأبطال
يرقى بالمؤسسة إلى آفاق عالية