إذا كان الماء هو السائل الأكثر أهمية فـ الهيليوم هو السائل الأكثر غرابة .
فالقوى بين جزيئاته هي قوى جداً ضعيفة [ أو في هذه الحالة القوى بين ذراته حيث تعتبر ذرات الهيليوم كيانات مفردة ثابته ] لأنه لا يوجد بالذرة سوى إلكترونين ومن ثم فإنة يتطلب أقل درجة حرارة قياساً بكافة العناصر حتى يتحول إلى الحالة السائلة
ولذلك فهو يستخدم كسائل تبريد أينما تكون ثمة حاجة إلى أقل درجة حرارة ممكنة لأن درجة حرارة الناتجة من جهاز التبريد مرهونة بـ درجة غليان سائل التبريد المستخدم وللحصول على أقل درجة حرارة ممكنة فإننا نحتاج إلى مادة ذات نقطة غليان أقل ما يمكن أو بعبارة أخرى إلى مادة ذات أقل قوى جاذبية بين الجزيئات وتلك المادة هي الهيليوم وتبلغ درجة غليان الهيليوم السائل 269 تحت الصفر
وذلك يعني أن التبريد الذي يصل بالهيليوم إلى درجة تحوله إلى الحالة السائل من شأنة أن يحلب المواد المراد تبريدها إلى درجة قريبة من الصفر المطلق أي 273 تحت الصفر .
كما هو عليه الحال على سبيل المثال عند دراسة الـ Superconductvity فهذه الظاهرة هي من الظواهر الغريبة جداً وهي ذات أهمية بالغة حيت تتحرك الإلكترونات في أزواج ولا تتنافر كشأنها في الطبيعة ولا تكون للمعادن أية مقاومة ومع إنعدام المقاومة تستطيع تيارات ضخمة أن تتدفق وكان أول تطبيق عملي لـ Superconductvity هو إنتاج المغنطيسيات الكهربية Electromagnets ذات المجالات المغناطيسية الهائلة وهي تستخدم حالياً في أشكال جديدة لماسحات الجسم Body Scanners بدون إستخدام X-rays
وعند درجات الحرارة المنخفضة للغاية التي تقترب من الصفر المطلق وحيث يتوقع أن يتجمد الهيليوم يظل في الواقع سائلاً ومع ذلك يظل تركيبة مرتباً للغاية ويمكن توقع الميل إلى الترتيب عند درجات الحرارة المنخفضة وفهمه انظلاقاً من القانون الثاني للديناميكا الحرارية الذي ينص على أن النظم عند درجات الحرارة العالية تصبح أكثر عشوائية واضطراب ..
وتتسب هذه المصفوفة من ذرات الهيليوم لـ بعض الظواهر المدهشة فإذا بدأ السائل بـ الانسياب فسوف يستمر انسيابه وتتحرك كل الذرات بانتظام وتوافق وبهذه الطريقة يمكن لـ السائل الانسياب خارج الدورق بالصعود على جدران الوعاء !
فـ مقتضيات النظام تفوق قيود الجاذبية الأرضية .
/
المصدر كتاب : THE PROBLEMS OF CHEMISTRY