عدونا يلعب بكرات البلازما ونحن نسب بعضنا ونتقاتل من أجل كرة قدم نتنة
مأخوذ بتصرف عن مقال ل "هالينا ستانلي"
العنوان الأصلي:
Boules de plasma: comment créer le 4e état de la matière avec des
micro-ondes الموقع:
http://www.scienceinschool.orgليست لدي تجربة مع أفران الموجات الدقيقة، ولكن يبدو أننا إذا وضعنا سهوا ملعقة أو سكينا أو ما شابه ذلك في الفرن؛ فإنه - أثناء عملية الطهي- تتطاير شرارات، وتتشكل أقواس، وأحيانا كرات من البلازما، عادة ما تسمى بكرات النار boules de feu
فلقد قام عالمان صهيونيان من الكيان الصهيوني بإحداث كرات النار هذه على نحو مقصود في تجويف أو غرفة الموجات الدقيقة micro- ondes أو microwave التابع للمركز الأوربي ESRF
European synchroton radiation facility) ) في غرونوبل بفرنسا للكشف مما تتكون منه هذه الكرات. وكانت المفاجأة إذ تبين لهما أنه من الممكن تصنيع جسيمات نانوية nanoparticules عالية الـتأين في مجرد فرن الموجات الدقيقة البسيط. ( plasma poussiéreux ).
ولقد كان، في الأصل، العالمان الصهيونيان يريدان إحداث تسخين موضعي عال جدا باستعمال الموجات الدقيقة. وهكذا أدخلا إلكترودا معدنيا في التجويف أو الغرفة لتركيز الموجات الدقيقة على بقعة من بضع ملمترات فقط عكس ما نفعله عند طهي الأطعمة . والمعروف أنه عند تسخين مواد مثل الزجاج أو السيراميك فإن حرارتها ترتفع باستمرار مع تزايد امتصاصها للطاقة. وبالمثل فإن المناطق الأسخن تمتص المزيد من الموجات الدقيقة باعتبارها طاقة وبالتالي ترتفع درجة الحرارة باستمرار. وتسمى هذه الظاهرة التراكم الحراري emballement thermique. وهي جد خطيرة خاصة مع المواد رديئة التوصيل الحراري حيث يكون التبادل الحراري بطيئا مع المحيط،؛ إذ يِؤدي ذلك إلى ظهور مواقع أو نقاط شديدة الحرارة تتجاوزC
12000 .
وقام العالمان بتطوير نوع جديد من المثاقب التي تعتمد على الموجات الدقيقة perceuse à base de micro- ondes لإحداث ثقوب قطرها 2ملم في الزجاج أو السيراميك مع تجنب المس بالخلفية المعدنية. وكانت المفاجأة؛ إذا بكرة نارية تنفصل عن المادة المنصهرة، وأدى ذلك إلى تخريب مولد الموجات الدقيقة. وأصبحت الكرات النارية مشكلة حقيقية لإجراء التجربة ، فكانت في أحيان كثيرة تخرج من البقعة أو النقطة الساخنة وتطفو في الهواء ككرة بلاستيكية أو بالون متجهة نحو هوائي الموجات الدقيقة على مسافة 50 سنتم من المصدر، ثم تختفي ، ويمكن أن يتكرر ظهورها كل بضعة ثوان. وعموما الظاهرة نادرة الحدوث وغير متوقعة.
وكما رأينا فإن العالمين الصهيونيين كان قصدهما في البداية التخلص منها لما سببته لهما من إزعاج، إلا أنهما في السنوات اللاحقة تفرغا لدراستها؛ وبالتالي أصبح الهدف من استعمال مثاقب الموجات الدقيقة التي عدلت لتوليد الكرات وليس للتخلص منها.
وبطبيعة الحال كان الهدف دراسة خصائصها ونوعية الدقائق التي تدخل في تكوينها. إنها دقائق براقة ومعلقة في الهواء مما يدل على أنها في غاية الدقة. وإذا كانت هذه الدقائق بحجم بضعة ميكرونات فإنها تعكس الضوء المرئي تماما كقطيرات الماء في الغيوم وبالتالي نلاحظ تشكل ضباب من قطيرات الزجاج المعلق في الهواء في حالة مإ إذا كانت المادة زجاجا. ولا تختفي بسرعة في واقع الحال على نحو ما تبدو عليه.
ويستعمل عادة المجهر الإلكتروني في دراسة دقائق في مثل هذه الحجوم إلا أنه يستحيل تمرير الدقائق الافتراضية لكرات النار أو كرات البلازما عبر الأنبوب المفرغ من الهواء للمجهر الإلكتروني. ولهذا فإن الطريقة المناسبة هي استعمال الأشعة السينية ذات الزوايا الصغيرةrayons x aux petits angles لمعرفة طبيعة الدقائق المادية الداخلة في تكوين كرات النار أو كرات البلازما. وهكذا نقل العالمان الصهيونيان جهازهما المزود بالآلية المولدة لهذه الكرات إلى المركز الأروبيESRF حيث يمكن توليد حزم أشعة قوية جدا وعالية الكثافة لدراسة مختلف المواد. ويوجد على جدران تجويف جهاز الموجات الدقيقة ثقوبا تسمح للأشعة بالدخول والخروج، وأيضا نوافذ لمشاهدة ما يجري في الداخل. ويلاحظ بأن الثقوب التي تمر عبرها الأشعة السينية صغيرة جدا بحيث لا يمكن للموجات الدقيقة المرور عبرها ( طول الموجات في حدود 12 سم بالنسبة لمانيترون قيمته 2.45 جغاهرتز) وللنوافذ جنيحات لكي لا تسمح للموجات بالإفلات عبرها
لقد استطاع العلماء تخليق الكرات النارية بفضل المثاقب المعدلة. لا نقصد المثاقب التي استعملتها فرق الموت وجحوش مليشيات العملاء في العراق المحتل للتمثيل بالعرب والمسلمين الشرفاء ورمي جثثهم في الساحات العامة أو مجاري مياه الصرف الصحي. ومعذرة فالقلب كله جروح في جروح. ونعود إلى الموضوع لنقول بأن الأشعة السينية ( طولها 0.1 نانومتر ) تنتقل من السانكروتون synchroton عبر أنبوب مفرغ من الهواء إلى الجهاز أو تجويف الموجات الدقيقة cavité à micro- ondes المملوء بالهواء تحت الضغط الجوي العادي . تمر الأشعة السينية عبر كرات البلازما ( التي تبقى ثابتة في مكانها في حدود ثانية) وتخرج منه عبر أنبوب آخر مفرغ من الهواء في طريقها إلى كاشف détecteur للأشعة السينية على بعد 5 أمتار.وتم تسجيل الصور السالبة ( الكليشيهات) ذات الزوايا الصغيرة المحصل عليها والمأخوذة بمعدل 3 إلى 10 كل ثانية.
ولقد أثبتت بأن كرات النار أو البلازما تتكون من دقائق متوسط نصف قطرها يساوي 25 نانومتر. أي أنها دقائق أو جسيمات نانوية. وأثبتت أيضا أنها متفاوتة الأحجام وبأن عددها يقدر ب مليار دقيقة في كل سنتمتر مكعب. كما أن مساحتها غير منتظمة.
والسؤال لماذا تلمع ؟ ولماذا يقول عنها العلماء أنها تشكل كرات نار.
والجواب أنه عندما تخضع الحبيبات للموجات الدقيقة، فإنها تمتص الطاقة وبالتالي ترتفع حرارتها إلى غاية 730 سنتيغراد ( 1000 كلفن)، وتنبعث هذه الطاقة من جديد في صورة ضوء مرئي شديد، و تنبعث عند هذه الحرارة أيضا من هذه الدقائق إلكترونات بحيث تجعل من كرات النار بلازما غبارية أو من غبار
plasma poussiéreux . ( سحابة من الدقائق التي فقدت الكترونات، وإذن فهي عالية التأين.)
ولقد حاول علماء ESRF معرفة ما يحدث لكرات النار عندما يتم توقيف الموجات الدقيقة. ويبدو في الظاهر أنها تختفي بعد 30 ملثانية، إلا أن الأشعة السينية تستمر في تسجيل حضورها خلال حوالي 4 ثواني. ولقد تبين من المعطيات المسجلة بالأشعة السينية أن الدقائق ( المشحونة كهربائيا والمستقرة عند تعرضها للموجات الدقيقة) تنتشر في بداية تبريد كرات النار؛ ثم تميل إلى التجمع أو التحشد في تكتلات أو تجمعات .clusters ( مفهوم مهم في علوم النانو).
ويمكن تخليق هذه الكرات من أية مادة؛ أي أصبح من الممكن تخليق دقائق نانوية بطريقة مباشرة من مواد مختلفة، وذلك لأن للدقائق النانوية تطبيقات في ميادين واسعة ثم إن إنتاجها ليس دائما بالأمر السهل. ويمكن تطبيقها في الطب مثلا في إعطاء الأدوية للمرضى وللتطهير من المواد الملوثة وحتى في معالجة رائحة الأحذية من خلال استعمال الدقائق النانوية للفضة في قتل الجراثيم.
لنتعلم إذن من أعدائنا؛ فلقد سبقونا بأشواط في العلم والتكنولوجيا وكان من الممكن أن نبزهم لو حافظنا على علمائنا في العراق، ولكن لمن تقرأ " زبورك يا داوود" كما يقال في المثل الشعبي. لقد لاحقتهم فرق الموت والمليشيات العميلة والأجهزة الصفوية والصهيونية لتقتص منهم لأنهم أرادوا إخراج أمتهم من ظلمات الانحطاط وحروب كرة القدم إلى عالم الحضارة الرحب. والسؤال لماذا ينفق الصهاينة الملايير لتطوير علوم وتقانة النانو كما ترون؟ والجواب مع الأسف لإذلالنا ومحو شخصيتنا العربية الإسلامية.
*ملاحظة: لقد ترجمت المقال بتصرف؛ فأرجو العودة إلى النص الأصلي باللغات الأخرى.