“النانو تكنولوجيا” في خدمة البيئة
إقتحمت “النانو تكنولوجيا” أو التقنية الدقيقة في السنوات الأخيرة مجال البيئة مثلما إقتحمت عدة مجالات حيوية أخرى وتتزايد أهمية هذه التقنية الحديثة مع تعالي النداءات المحذرة بالتدهور البيئي لكوكب الأرض وارتفاع نسبة انبعاثات الغازات الملوثة للطبيعة وهو ما يشغل حاليا مداولات قمة مؤتمر التغير المناخي في كوبنهاجن.
وتستخدم تقنية “النانو تكنولوجيا” أساسا في معالجة المياه وتحليل الهواء ومراقبة مكونات جزيئاته قصد إيجاد آليات متطورة يمكن تسخيرها للحفاظ على سلامة البيئة وميزة “النانو تكنولوجيا” أنها تعتمد أساسا الطاقة النظيفة والآمنة والرخيصة الثمن.
ولقد شرعت تونس في إستثمار هذه التقنية في عدة مجالات منها المجال البيئي حيث تم إبرام اتفاقية خاصة بمراقبة مياه وادي مجردة كان طرفاها الوكالة الوطنية لحماية المحيط Anep والجمعية التونسية للنانو تكنولوجيا البيئيةNano Eco Tec
وترمي هذه الإتفاقية المشتركة إلى تأسيس وحدة بحث في مجال “النانو تكنولوجيا” في مركب المروج البيئي سعيا إلى تفعيل نشاط البحوث العلمية المتعلقة بالبيئة.
أما المشروع الثاني فيشمل الاتفاقية المبرمة في المجال البيئي بين المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتنكنولوجيا Insat ووزارة البيئة والتنمية المستديمة والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات Anged والجمعية التونسية للنانو تكنولوجي البيئي Nano Eco Tec
ويشمل هذا المشروع معالجة المياه المستعملة والمياه الراكدة المتأتية أساسا من الامطار والسيول علما وأن المشروع نال جائزة من مسابقة جامعية نظرا لطرافة الفكرة وجدواها الصناعية.
وتسعى الجمعية التونسية للنانو تكنولوجيا البيئية Nano Eco Tec لتنظيم ندوات علمية في المجال يشارك فيها عدد كبير من الأساتذة والباحثين والصناعيين وبعض المهن ذات العلاقة بالموضوع.
وبادرت عدة وحدات بحث في تونس وخارجها إلى المشاركة في هذه الندوات العلمية على غرار نادي الكيميا بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتنكنولوجيا Insat وجامعة ليون الفرنسية وجامعة لييج الابلجيكية مما يدعم مختلف الفعاليات الهادفة إلى حماية البيئة.
ولقد أثبتت مختلف التجارب الفعالية الكبرى لإستخدام “النانو تكنولوجيا” في المجال البيئي لما تتميز به هذه التقنية من مجسات تكشف المواد الكيماوية والبيولوجية الضارة وما توفره من أساليب متطورة لإزالة المواد الكيماوية الخطيرة من البيئة.
وكان الفضل في هذه الثورة العلمية لما تتمتع به “النانو تكنولوجيا” من تقنيات متناهية في الصغر على مقياس “النانو متر” كأدق وحدة قياس مترية معروفة حتى الآن (نانو متر) ويبلغ طوله واحد من بليون من المتر أي ما يعادل عشرة أضعاف وحدة القياس الذري المعروفة بالأنغستروم، وحجم النانو أصغر بحوالي 80.000 مرة من قطر الشعرة.
=-=
المصدر:أخبار تونس
http://www.akhbar.tn/?p=34765