ألإيجابية
الايجابية هي رمز الحيوية في حياتنا ، بها تحلو الحياة ، ويكون لها طعم آخر ..
الايجابية ببساطة شديدة تعني : العطاء والبذل ابتغاء وجه الله وحده ، دون أن ننتظر حمد الناس أو شكرهم ..
تأملوا معي هذه النصوص : ( إماطة الأذى عن الطريق صدقة )..
(اتقوا النار ولو بشق تمرة ) ..
( لا تحقرن من المعروف ..) ..
(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده .. ) .. ونحوها كثير .
إنها دعوة للإيجابية والعطاء والإقبال على الطاعة والعمل ، دعوة لا يتخلف عنها إلا المحروم !!
ولو ساد هذا الشعور بيننا و رسخنا هذه الثقافة في الأسرة و المدرسة والمجتمع لأثمر ذلك تسابقا في الخيرات ، وتنافسا في الطاعات ..
لكن بعضنا أهمل ذلك فانتشرت الاتكالية وغلب علينا العجز و اللامبالاة ، وأصبح أكثرنا يجيد لوم الآخرين لكنه ينسى أو يتناسى نفسه ..
إن الإيجابية في حياتنا تحتاج إلى تدريب و مبادرة ، ولن يتحقق ذلك إلا حينما نقرأ بصدق قول الله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه من أجر )
وهانحن نستقبل الإجازة الصيفية التي ينظر إليها بعض الناس _ وبخاصة الشباب والشابات _ على أنها فرصة للنوم والكسل ، بل والعبث والعصيان !!
إن الفراغ في الإجازة الصيفية عبء ثقيل على الأسرة والمجتمع ، لكنها يمكن أن تكون نعمة إذا أحسنا استثمارها ..
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) .
فهلا جعلنا من الصيف بيئة خصبة للعمل والبناء ؟!!
أدرك أن هذه الدعوة ربما تكون مفيدة ، لكنها تحتاج إلى تكميلها بمقترحات عملية قابلة للتطبيق ، ولهذا أرى أن يقدم كل من يريد المشاركة معنا في هذا الحوار عددا من المقترحات ، لكن من المفيد التذكير بأمور أربعة :
1- أن لكل بيئة ما يناسبها من البرامج ، وليس بالضرورة أن ما ينجح في مكان ينجح في الأماكن الأخرى.
2- أن لكل فئة عمرية ما يناسبها من البرامج ، وعلى الآباء والمربين أن يجتهدوا في الإبداع والتجديد حتى يستطيعوا أن يكونوا مؤثرين حقا .
3- أن الترفية لا ينافي الجدية ، إذا كان ترفيها منضبطا وموجها ، بل هو ضرورة لتجديد الهمة .
4- من المفيد أن يخصص الأبوان وقتا كافيا للجلوس مع أبنائهم ، لأن بعض الآباء قد يستهلك طوال العام في العمل ولا يجد وقتا كافيا للأسرة، والإجازة فرصة للاقتراب من الأبناء والتبسط معهم في الحديث ، ومشاركتهم في اهتماماتهم .
لكن الأب الفطن هو الذي يستطيع أن يدير حوارا ناجحا مع أبنائه ، ويتطلب ذلك سعة صدر وطول نفس ..
ويسعدني أن أبدأ بعرض بعرض عدد من المقترحات العملية ، ثم أترك لكم الإضافة والاثراء :
1- مسابقة حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية :
حيث يشجع الأبناء على حفظ سورة معينة ، وأحاديث مختارة (كالأربعين النووية ) ، ومن كان لأبنائه برنامج سابق في الحفظ فإنه يطور في الصيف بإشراف الأبوين أو من خلال مراكز تحفيظ القرآن .
2_ مسا بقة أفضل مستمع ( تناسب الأطفال من سن 13) :
ينتقي الأبوان أسبوعياً عدداً من الأشرطة المفيدة التي تناسب مستوى أبنائهم ، ويطلب منههم سماعها ، ثم تلخيص الأفكار الأساسية فيها ، ثم عرضها في اجتماع الأسرة ، وفي نهاية الشهر تعطى جائزة لأفضل عرض .
3_ مسابقة أفضل قاريء (تناسب الأطفال من سن 15) :
ينتقي الأبوان أسبوعياً عدداً من القصص أو الكتب المفيدة، ويطلب من كل طفل قراءتها وتلخيصها ، ثم عرضها في اجتماع الأسرة وفي نهابة الشهر تعطى الجائزة لأفضل قارىء .
4- التدريب وتبادل الخبرات بين أفراد الأسرة :
فإذا كان أحد أفراد الأسرة يجيد مهاره .من المهارات كالحاسب الآلي مثلاً فإنه يدرب أحد أفراد الأسرة ، فيتحقق بالإضافة إلى تطوير الذات : التعاون والتآلف الأسري .
5_ برنامج صلة الارحام :
وهذا برنامج دائم بالتأكيد ، لكن ينبغي أن يكون في الصيف أكثر كثافة ، ولنجعل الاجتماعات العائلية أكثر تشويقاً ومتعة ببعض البرامج المتنوعة ، ويمكن أن يكلف الأب في كل مرة أحد أبنائه لإعداد برنامج الزيارة العائلية .
وأهم ما ينبغي التنبه عليه في هذه البرامج :
1- بث روح الحماسة والتنافس الشريف بين الأبناء .
2- الحرص على اقتناع الأبناء بالعمل الذي يقومون به .
هذه بعض الأفكار السريعة ، وأتوقع أن لديكم أقتراحات أكثر تميز وجودة ..